معنى التسليم في الصلاة


المسألة:

في الصلاة في آخر التشهد قبل إنهاء الصلاة نقول: "السلام عليك أيه النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

 

ما المقصود من هذا القول: "السلام علينا"، و"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"؟


الجواب:

الظاهر أنَّ ضمير الجمع المتكلم في كلمة "علينا" يرجع إلى نفس المسلِّم كما يستأنس ذلك من قوله تعالى: ﴿فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً﴾(1) وقد ورد في تفسير الآية في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) قال: إذا دخل الرجل منكم بيته فإن كان فيه أحد يُسلِّم عليهم، وإن لم يكن فيه أحد فليقل: السلام علينا من عند ربنا، يقول الله: تحية من عند الله مباركة طيبة(2).

 

 

وأفاد القطب الراوندي في فقه القرآن في بيان الآية المباركة: "وإذا دخلتموها ولم يكن فيها أحد فقولوا (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين)"(3) وورد من طرق العامة عن ابن عباس في بيان معنى الآية: قال هو المسجد إذا دخلته فقل: "السلام علينا وعلى عباد لله الصالحين"(4) وأما ضمير الجمع المخاطب "السلام عليكم" فالمقصود منه المَلَكان الموكَّلان بكلِّ مكلف واللذان أشارت إليهما الآية المباركة: ﴿إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ/مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾(5).

 

وقد نصت على ذلك روايات عديدة:

منها: ما رواه الصدوق في معاني الأخبار عن أبي عبدالله (ع): ".. والسلام اسم من أسماء الله عز وجل وهو واقع من المصلِّي على مَلَكي الله الموكَّلين به"(6).

 

ومنها: ما رواه الصدوق في العلل بسنده عن المفضل بن عمر قال: سألتُ أبا عبدالله (ع) .. قلت: فلم صار تحليل الصلاة التسليم؟ قال: لأنه تحية الملكين"(7).

 

وإذا كان المصلِّي إماماً فالسلام يقع على الملَكين والمأمومين، وإذا كان مأموماً فإنه يقع على الملَكين والإمام والمأمومين الذين معه كما يظهر ذلك من رواياتٍ عديدة كرواية العلل للصدوق بسنده عن المفضل بن عمر عن أبي عبدالله (ع).

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور

 

1- سورة النور / 61.

2- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 12 ص 81.

3- فقه القرآن -القطب الراوندي- ج 1 ص 156.

4- المستدرك -الحاكم النيسابوري- ج 2 ص 401.

5- سورة ق / 17-18.

6- معاني الأخبار -الشيخ الصدوق- ص 176.

7- علل الشرائع -الشيخ الصدوق- ج 2 ص 359.