انفعال المضاف الكثير


المسألة:

ذكر السيد الخوئي (قد) أن الروايات الناهية عن شرب سؤر الكلب وما شابه، تدل على نجاسة الملاقي، وعلى "أن الأصل عند ملاقاة النجاسة لأي شيء هو الانفعال إلا ما خرج بدليل" فهل يتعارض هذا مع ما ذكره بعض الفقهاء من عدم انفعال المضاف الكثير جدا كآبار النفط، وذلك لعدم حكم العرف بالسراية كما ذكر السيد الحكيم (قد) في المستمسك، ففي هذا المورد حكمنا بعدم تنجس الملاقي من دون دليل خاص، فلا يكون الأصل هو التنجس عند ملاقي النجس؟ خصوصا وأن السيد الخوئي (قدس سره) قال أن من يريد إثبات عدم الانفعال عند الملاقاة فعليه أن يأتي بدليل، إلا أن يقال أن نفس نظر العرف هذا دليل خاص في المقام؟


الجواب:

مبنى السيد الخوئي (رحمه الله) هو عدم الفرق في انفعال المضاف بالنجاسة بين ما لو كان المضاف قليلاً أو كثيراً بما يساوي الكر أو يزيد عليه بقليل أو كانت كثرته مفرطة كما لو فرض أنَّ بركة من حليب ولغ فيها كلب أو سقطت قطرةٌ من دم في بركةٍ واسعة مملوئه بماء الرمان، فإن ما في هذه البرْكة رغم كثرته المفرطة ينفعل بالنجاسة الملاقية لأحد أطرافه.

 

وقد تمسك في ذلك بإطلاق بعض الروايات ولم يقبل بدعوى الإنصراف.

 

نعم الظاهر أنَّ ما يتبناه من عدم الفرق في انفعال المضاف بالنجاسة بين القليل والكثير كثرة مفرطة يختص بما لو عُدَّ المضاف بجميع جوانبه وامتدادته شيئاً واحداً بنظر العرف وإلا فإنَّ مساورة النجاسة لأحد أطراف المضاف لا توجب انفعال الجوانب الأخرى إذ عُدَّ المضاف متعدداً، فلذلك بني على عدم انفعال المضاف لو كان يجري من الأعلى إلى الأسفل واتفق وقوع النجاسة في الأسفل مثلاً فإنَّ المضاف الذي في الأعلى لا ينفعل بالنجاسة رغم الاتصال إذا عُدَّ بنظر العرف مغايراً لما في الأسفل.

 

وعليه لو فُرض أنَّ أطراف المصاف متساوية السطوح ولكنها متباعدة جداً رغم اتصالها كما لو كان المضاف نهراً مترامياً فإنَّ مبنى السيد الخوئي بحسب الظاهر هو عدم انفعال الطرف البعيد بملاقاة النجاسة للطرف الآخر، وذلك لعدم كون الطرفين شيئاً واحداً بنظر العرف رغم اتصالهما.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور