المؤمن أشد ورعاً من سائر الناس


المسألة:

أبي عبدالله (ع): "ليس منا -ولا كرامة- من كان في مصر فيه مائة ألف أو يزيدون، وكان في ذلك المصر أحد أورع منه". كيف نطبق هذه الرواية من الناحية العملية؟


الجواب:

الظاهر من الرواية أنه لو كان أحد من المنتسبين للشيعة في بلدٍ يسكنها غير الشيعة وكان في تلك البلد من هو أشدُّ منه ورعاً عن محارم الله تعالى فذلك الرجل لا يستحق الانتساب إلى أهل البيت (ع) لأن شرف الانتساب إلى أهل البيت (ع) لا يكون إلا مع التحلِّي بالورع الشديد.

 

فليس معنى الرواية أنَّ الرجل إذا كان قاطناً في بلدٍ يقطنه الشيعة وكان فيه من الشيعة مَن هو أورع منه فهو غير مستحق للانتساب إلى أهل البيت (ع) لأنه بناء على هذا الفهم لا يكون في كلِّ بلدٍ شيعي رجل مستحق للانتساب إلى أهل البيت (ع) إلا رجل واحد أو رجال قليلون متساوون في الأورعية. ويكون غيرهم حتى لو كانوا شديدي الورع ولكن بنسبة أقل من أولئك الرجال. غير مستحقين لشرف الانتساب لأهل البيت (ع) وهذا المعنى غير مرادٍ قطعاً.

 

وعليه فمعنى الرواية هو أنَّ الشيعة يجب أن يكونوا متميِّزين على سائر أبناء المسلمين بشدةِ الورع بحيث يكون أحدُهم إذا قِيس ورعه إلى ورع الآخرين من سائر المسلمين فإن ورعه يتفوَّق على ورع من هو أكثرهم ورعاً. ولو وُجد في المنتسبين للتشيع مَن لا ورع له أو كان في سائر الناس من غير الشيعة من هو أورع منه فهو ممن لا يستحق الانتساب إلى أهل البيت (ع) هذا هو مفاد الرواية ظاهراً.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور