معنى قوله ولا تزد الظالمين إلا ضلالاً


المسألة:

ما معنى: ﴿وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا﴾؟ أهو دعاء بالضلال؟ أم أنَّ للآية بعدًا آخر خفي (آية متشابهة)؟ أليس جديرًا بنا كمسلمين أن ندعو للظالمين بالهداية إلى سواء السبيل وترك سمة الظلم بدلاً من الدعاء عليهم بزيادة ضلالهم عمّا هم عليه في الأصل؟ تكرّرت هذه الآية في الكثير من (الأدعية) وخصوصًا تلك القرآنيّة، ما حملني على الاستغراب!

الجواب:

هذه الفقرة من دعاء نوح على قومه بعد أن دعاهم إلى الله عزّ وجلّ ألف سنة إلاّ خمسين عامًا وكان منشأ دعائه عليهم هو ما أفاده صدر الآية الشريفة ﴿وقد ضلّوا كثيرًا ولا تزد الظالمين إلا ضلالاً﴾ يعني أنّ منشأ الدعاء عليهم هو أنّهم لم يكتفوا بضلال أنفسهم بل أضلّوا كثيرًا من الناس، وليس المراد من الدعاء عليهم بالضلال هو المقابل للهداية بل المراد منه الدعاء عليهم بمجازاتهم على كفرهم وفسقهم.

ويحتمل أنّ المراد من الآية هو الحكاية والإخبار على أنَّ هؤلاء الظالمين لا يزيدهم بقاؤهم إلاّ ضلالاً على ضلالهم.

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور