الكفَّارة شرط في قبول التَّوبة
المسألة:
إذا تاب العاصي إلى الله، وغسل باطنه من الذنوب بماء الحسرة، واعترف بجنايته واعتقد الندم على ما مضى، والخوف على ما بقى من عمره، وأدام البكاء والأسف على ما فاته من طاعة الله، وحبس نفسه عن الشهوات، واستغاث إلى الله تعالى ليحفظه على وفاء توبته ويعصمه عن العود إلى ما سلف، وروض نفسه في ميدان الجهاد والعبادة، وبدأ بقضاء الفوائت من الفرائض، ورد المظالم، واعتزل قرناء السوء، وسهر ليله وظمئ نهاره، وأخذ يتفكر دائما في عاقبته، والاستعانة بالله سائلا منه الاستقامة في سرائه وضرائه، والثبات عند المحن والبلاء كي لا يسقط عن درجة التوابين، فهل تجب عليه بعد ذلك دفع الكفارات -مثل كفارة الإفطار تعمدا في رمضان- والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾(1)؟
الجواب:
جُعلت الكفَّارات شرطًا لقبول التَّوبة إلا أن يكون المكلَّف غير قادرٍ على أدائها فإنَّ الله عزَّ وجلَّ واسع المغفرة.
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور
1- سورة التحريم / 8.