الواضع للتاريخ الهجري


المسألة:

لماذا يبدأ العام الهجري من محرم رغم أن الهجرة النبوية للمدينة كانت في ربيع الأول؟ ومن هو الذي اعتمد هذا التقويم؟


الجواب:

المشهور أن اعتماد التاريخ الهجري كان في زمن عمر بن الخطاب وأنَّ من أشار عليه بذلك هو الإمام عليّ بن أبي طالبٍ (ع)

 

إلا أن الرَّاجح هو أنَّ اعتماد التَّاريخ الهجري كان بإيعازٍ من الرَّسول الكريم (ص) وأنَّه (ص) التزم بذلك في مكاتيبه ورسائله ومعاهداته كما تؤكد ذلك مجموعة من النّصوص ويُؤيده التزام جمعٍ من الصَّحابة بذلك.

 

وأمَّا مبدأ السُنَّة الهجرية الذي التزم به رسول الله (ص) والتزم به الصَّحابة -زمنًا- فهو ربيعٌ الأوَّل، إِذْ هو مبدأ الهِجرة النبوية إلا أنَّ عمرَ أَمَرَ باعتماد شَهر محرم مبدأً للسَّنة الهجرية لأن مبدأ السنة العربية في العصر الجاهليّ هو شهر محرَّم، فذلك هو ما نشأ عنه إرجاع الخليفة عمر بداية السَّنة الهجرية إلى شهر مُحرم.

 

وأمَّا ما يُقال بأنَّ علي بن أبي طالب هو مَن أشار على عمرٍ باعتماد الهجرة النبوية مبدأً للتاريخ الاسلامي فإنَّ ما تنص عليه رواياتهم أن عليًّا (ع) أفاد: "بأنَّ التَّاريخ يُكتب من يوم هاجر رسول الله (ص) وترك أرض الشرك"، فكيف يكون عمر قد قَبِلَ بمشورة عليٍّ (ع) والحال أنَّه أمر بجعل مبدأ السنة شهر محرم رغم أن مبدأ الهجرة النبوية كان في شهر ربيع الأوَّل.

 

فالراجح أنَّ الذي فعله الخليفةُ عمر هو أنَّه غَيَّر مبدأ التَّاريخ الهجري، فبعد أن كان في شهر ربيعٍ أرجعه إلى ما كان عليه أيام عرب الجاهلية وهو شهر محرم.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور