كراهة النّذر الدّائم


المسألة:

هل النّذر مكروه؟ ومَن مِنَ الفقهاء يرى كراهِيَة النّذر؟

وعلى فرض كونه مكروهًا فبحسب ما نعلم أنَّ المعصوم لا يفعل المكروه إلا أنَّنا نجد أن القرآن يتحدث عن وفاء أهل البيت (عليهم السلام) للنذر في سورة الإنسان: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ..﴾(1)، فكيف يكون ذلك؟

أفيدونا وفقكم الله لكل خير.


الجواب:

أفاد صاحب الوسائل (رحمه الله تعالى) أن النذر يكون مكروهًا إذا كان الإيجاب به على النفس بنحو الدوام، وأما اجتلاب الخير واستدفاع الشر بالنذر غير الدائم فهو ليس مكروهًا بل هو مستحب.

 

واستُدلَّ على كراهة النذر الدائم بموثقة إسحاق بن عمار قال: "قلت لأبي عبد الله (ع) إنِّي جعلت على نفسي شكرًا لله ركعتين أصليهما في السفر والحضر أفأصليهما في السفر بالنهار؟ فقال (ع): نعم، ثم قال (ع): إني لأكره الإيجاب أن يوجب الرجل على نفسه".

 

فإسحاق بن عمار أوجب على نفسه ركعتين طوال حياته في السفر والحضر، وذلك هو القدر المتيقن مما هو مرجوح وأما غير ذلك ففعل المعصوم يدل على راجحيته ومحبوبيته، وبه يندفع إشكالكم.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور

 

1- سورة الإنسان / 7.