(لله بلاء فلان) من هو؟


المسألة:

ورد في كتاب نهج البلاغة في الخطبة: 228 تحت عنوان: يريد به بعض أصحابه: "لله بلاء فُلاَن، فَلَقَدْ قَوَّمَ الاَْوَدَ، وَدَاوَى الْعَمَدَ، وَأَقَامَ السُّنَّةَ، وَخَلَّفَ الْفِتْنَةَ! ذَهَبَ نَقِيَّ الثَّوْبِ، قَلِيلَ الْعَيْبِ، أَصَابَ خَيْرَهَا، وَسَبَقَ شَرَّهَا، أَدَّى إِلَى اللهِ طَاعَتَهُ، وَاتَّقَاهُ بِحَقِّهِ، رَحَلَ وَتَرَكَهُمْ فِي طُرُق مَتَشَعِّبَة ، لاَ يَهْتَدِي بِهَا الضَّالُّ، وَلاَ يَسْتَيْقِنُ الْمُهْتَدِي". ما صحة هذه المقولة من حيث السند والدلالة؟


الجواب:

أما من حيث السند فالرواية مرسلة لا سند لها. وبذلك يكون هذا الخبر ضعيفًا وإنْ كان مذكورًا في نهج البلاغة، إذ أنَّ كتاب نهج البلاغة مشتملٌ على مجموعة من الخطب، والحكم والرسائل المنسوبة للإمام علي (ع) جمعها الشريف الرضي رحمه الله دون أن يذكر لها أسانيد، لذلك لا بُدَّ من ملاحظة أسانيد هذه الخطب والرسائل من المصادر التي أخذ منها الشريف الرضي ما دوَّنه في نهج البلاغة فما كان منها واجدًا لشرائط الاعتبار والحُجِّيَّة صَحَّ اعتماده وإلا لم يصح ، ولأنه لا سند لهذا الخبر المذكور لذلك فهو ساقط من حيث السند عن الاعتبار والحُجِّيَّة.

 

وأما من حيث الدلالة فلم يشتمل الخبر على التصريح بِمَن هو المراد من "فلان" وما قيل من أنَّ المُراد من "فلان" هو الخليفة الثاني فهو من حدس بعض الشراح لذلك لا يُعوَّل عليه.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور