لا مانع من هذا التعبير ولكن ينبغي أن تكون هذه الدعوى صادقة، فأنْ يكون لله تعالى محبوبًا للعبد فهذه من أعلى مراتب العبودية ولا ينال أحدٌ هذه المرتبة إلا أن يخلو قلبُه من حبِّ الدنيا، فقد ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: "إذا تخلّى المؤمن من الدنيا سما ووجد حلاوة حب الله"، وورد عن أمير المؤمنين (ع) أنّه قال: "إن كنتم تحبون الله فأخرجوا من قلوبكم حب الدنيا"، وقال (ع): "كيف يدَّعي حب الله من سكن قلبه حب الدنيا"، وقال (ع): "كما إن الشمس والليل لا يجتمعان كذلك حب الله وحب الدنيا لا يجتمعان".

ثمّ إنَّ لحبِّ الله تعالى أثرًا ينعكس على السلوك يقول الله تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾(1).

ويقول أمير المؤمنين (ع): "القلب المحب لله تعالى يحب كثيراً النصب لله، والقلب اللاهي عن الله يحب الراحة، فلا تظن يا ابن آدم إنك تُدرك رفعة البر بغير مشقة، فإنّ الحق ثقيل مُر". وقال (ع) حين سأله إعرابي عن درجات المحبين: قال: "أدنى درجاتهم من استصغر طاعته واستعظم ذنبه وهو يظن أن ليس في الدارين مأخوذ غيره"، فغشي على الإعرابي فلمّا أفاق قال: "هل درجة أعلى منها"، قال (ع): "نعم، سبعون درجة".

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور

1- سورة آل عمران / 31.