النصوص الدينية في ابن الزنا


المسألة:

هل يسمح لابن الزنا بالحج والتواجد في مراقد الائمة (سلام الله عليهم) من دون تحفظ؟

الجواب:

الحج فريضة على كل مسلم مستطيع ولا صلة في ذلك لمنشا تولُّده وأما زيارة العتبات المقدسة فهو أمر راجع ومستحب لكل مسلم.

ولعلَّ منشأ هذا السؤال هو توهم نجاسة ابن الزنا وهو توهم خاطيء، فابن الزنا إذا كان مسلماً طاهر باجماع الفقهاء ولذلك كان له حق الدخول لكل موقع من المواقع الإسلاميَّة المقدسة.

وأما دعوى انتقاص النصوص الدينية لابن الزنا فهو ليس صحيحاً وقد تقدم منا نقل ما ورد عن الرسول (ص) من أنه "ليس على ولد الزنا من وزر أبويه شيء" نعم وردت بعض النصوص تعبِّر عن أن ابن الزنا غالباً ما يكون فاسقاً وعدوانياً، ذلك لأنَّه يستشعر النقص والضعه فينعكس ذلك على سلوكه ومعتقده، ولأن المجتمع غالباً ما يُسيء المعاملة لابن الزنا ويخدش في مشاعره وكرامته لذلك فهو ينشأ انتقامياً قاسياً يُضمر الكيد والحقد لكل أبناء المجتمع خصوصاً المتميز منهم ممن يملك مقاماً سامياً أو كفاءة عالية فيجد أن أكثر شيء يُساهم في تنفيس احتقانه وتبريد غليله هو أن يتعدَّى على ذوي الشأن من الناس وتلك شيمة كل ذوي العقد النفسيَّة المبتلون بمركب النقص.

فالنصوص الدينية التي تصف ابن الزنا بالوضاعة والخسة والعدوانية انما تحكي واقعاً انتجته الثقافة الإجتماعية وطبيعة السلوك الذي يمارسه المجتمع مع ابن الزنا، فإذا كان في ذلك من جناية فالذي يتحمَّلها الزاني من الأبوين بالدرجة الأولى والمجتمع بالدرجة الثانية حيث لم يلتزم بهدى الإسلام الذي نهى عن الإساءة لابن الزنا.

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور