ذهب بعض الفقهاء وهو السيد ابن زهرة (رحمه الله) إلى اعتبار عدم السلخ قبل الموت في حلية الذبيحة بمعنى أنه لا يحل أكل الذبيحة لو تم سلخها قبل موتها وادعى على ذلك الإجماع كما حُكي عنه، ويمكن أن يكون مستنده ما ورد عن ابي الحسن الرضا (ع) قال: "إذا ذبحت الشاة وسُلخت أو سُلخ شيء منها قبل أن تموت لم يحل أكلها".

وهي إن كانت صريحة فيما ذهب إليه ابن زهرة (رحمه الله) إلا أنها ضعيفة السند على أنه لم يُفتِ بها أحد من الفقهاء وذلك ما يعبِّر عن الإعراض والوهن لسند الرواية لو كانت صحيحة فضلاً عما لو كانت ضعيفة.

هذا وقد ذهب بعض الفقهاء كالشيخ والقاضي وابن حمزة (رضوان الله عليهم) إلى حرمة سلخ الذبيحة قبل موتها تكليفاً، بمعنى ترتب الاثم على سلخها قبل الموت وأما ترتُّب عدم الحلية على سلخها فهو غير ثابت.

ولم يتضح لنا منشأ الحكم بالحرمة التكليفية إذ لم نعثر على رواية تدل على ذلك والرواية المذكورة لا ظهور لها في الحرمة التكليفية، وبذلك يثبت عدم صحة دعوى الكراهة أيضاً والتي هي منسوبة للمشهور إلا أنه ورغم ذلك لا محيص عن القول بأن الأولى عدم سلخ الذبيحة قبل موتها وذلك رعاية لما عليه المشهور.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور