معنى قوله (ص): (الصوم سياحة أمتي)


المسألة:

ورد عن الرسول (ص): ".. وإِنّ سياحة أُمّتي الصوم .."، ما وجه الشبه بين الصوم والسياحة؟

الجواب:

ليس المراد من السياحة هو المعنى المتعارف عندنا والذي هو السفر لغرض التنزه والترويح عن النفس.

وإنما هو بمعنى التغرُّب عن الأوطان والاعتزال عن الناس وسكون الكهوف والجبال أو شعاب الأرض كما هي السنة المتبعة عند رهبان النصارى فجاء الإسلام وقال: "لا رهبانية ولا سياحة" وقال (ص): "ليس في أمتي رهبانية ولا سياحة ولا رم" والرم هو صوم الصمت أو قل الإمساك عن الكلام.

وفي رواية عن عثمان بن مظعون قال: قلت لرسول الله (ص): "إنَّ نفسي تُحدِّثني بالسياحة وأنْ ألحق بالجبال، قال (ص): "يا عثمان لا تفعل فإنَّ سياحة أمتي الغزو والجهاد".

وإذا اتضح معنى السياحة في الرواية الشريفة يتضح وجه الشبة بين الصوم والسياحة.

فالسياحة في سُنَّة المسيح هي الانقطاع عن الدنيا وملذَّاتها والصوم كذلك انقطاع عن ملذات الدنيا زمناً مؤقتاً، والسائح يحرم نفسه باختياره من الطعام والشراب وذلك لاعتزاله عن أساب المعاش فلا يكاد يجد إلا ما يُقوِّم به بدنه من حشائش الأرض ومياه الواحات والأمطار.

والصائم يحرم نفسه أيضاً باختيارٍ منه عن الطعام والشراب زمناً مؤقتاً.

وكلٌّ من السائح والصائم يرجو بعنائه والمشقة التي يُوقعها على نفسه رضوان الله تعالى. فلعل ذلك كله هو وجه الشبه.

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور