روايات النحوسة


المسألة:

سمعت محاضرتكم القيمة عن ما يروج له من نحوسة صفر ولكن كيف نتعامل مع هذه الروايات:

- الْمَكَارِمُ عَنِ الصَّادِقِ (ع): اتَّقِ الْخُرُوجَ إِلَى السَّفَرِ يَوْمَ: الثَّالِثِ مِنَ الشَّهْرِ، وَالرَّابِعَ مِنْهُ، وَالْحَادِيَ وَالْعِشْرِينَ مِنْهُ، وَالْخَامِسَ وَالْعِشْرِينَ مِنْهُ، فَإِنَّهَا أَيَّامٌ مَنْحُوسَةٌ، وَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع): يَكْرَهُ أَنْ يُسَافِرَ الرَّجُلُ أَويَتَزَوَّجَ وَالْقَمَرُ فِي الْمُحَاقِ.

 

- وَرُوِيَ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيِّ (ع): أَنَّ فِي كُلِّ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ الْعَرَبِيَّةِ يَوْمُ نَحْسٍ لَا يَصْلُحُ ارْتِكَابُ شَيْ‏ءٍ مِنَ الْأَعْمَالِ فِيهِ، سِوَى الْخَلْوَةِ وَالْعِبَادَةِ وَالصَّوْمِ، وَهِيَ:

الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ: مِنَ الْمُحَرَّمِ، وَالْعَاشِرُ: مِنْ صَفَرٍ، وَالرَّابِعُ: مِنَ الرَّبِيعِ الْأَوَّلِ، وَالثَّامِنُ: وَالْعِشْرُونَ مِنَ الرَّبِيعِ الثَّانِي، وَالثَّامِنُ: وَالْعِشْرُونَ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى، وَالثَّانِي عَشَرَ: مِنْ جُمَادَى الثَّانِيَةِ، وَالثَّانِي عَشَرَ: مِنْ رَجَبٍ، وَالسَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ: مِنْ شَعْبَانَ، وَالرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ: مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَالثَّانِي: مِنْ شَوَّالٍ وَالثَّامِنُ، وَالْعِشْرُونَ: مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ، وَالثَّامِنُ: ذِي الْحِجَّةِ.


الجواب:

الروايات التي يظهر منها أنَّ ثمة أياماً في السنة منحوسة أي مقتضية للشرور أو مقارنة للأسباب المقتضية للشرور والبلايا هذه الروايات لا اعتبار، لها فهي إما ضعيفة السند أو مراسيل أو أنه لا أصل لها، ولا يبعد أن بعضها مختلق، نعم ثمة روايات معتبرة وصفت بعض الأيام بالنحوسة إلا أنَّ المقصود من ذلك هو أنَّ هذه الأيام اقترنت في تاريخ الإسلام أو تاريخ الرسالات بأحداث محزنة لا أن هذه الأيام مقتضية للشرور في كلِّ دوراتها الزمنية أو أنها مقارنة لما يقتضي الشرور دائماً أو غالباً، فتوصيف هذه الأيام -كيوم عاشوراء ويوم وفاة الرسول (ص)- بالنحوسة إنما هو للتعبير عن أنها كانت أياماً تبعث على الحزن والأسى أو أنَّ توصيفها بالمنحوسة كان لغرض الحث على أن تبقى هذه الأحداث في الذاكرة لما لذلك من أثرٍ تربوي على الناس، فالغرض من قرْن بعض الأحداث بالأيام التي وقعت فيها هو أنَّ لحساب الأيام دوران في كلِّ سنة، فحينما تقترن بعض الأحداث ببعض الأيام فإنَّ دوران تلك الأيام يقتضي تذكر تلك الأحداث بما لها من تأثير تربوي.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور