مستندُ حرمة القمار والحكمة منها


المسألة:

ما هو مستند حرمة القمار؟ وما هي الحكمة من تحريمه؟

الجواب:

مستند الحرمة هو الروايات الكثيرة التي دلَّت على عدم جواز اللعب بمطلق الآلات التي أُعدَّت للمقامرة وإنْ كان اللعب بها دون رهن.

منها: رواية أبي الجارود عن ابي جعفر (ع) في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ قال: "أما الخمر فكلُّ مسكرٍ من الشراب إلى أن قال: وأمَّا الميسر فالنرد والشطرنج وكلُّ قمارٍ ميسر ..".

ومنها: رواية السكوني عن أبي عبد الله (ع) قال: "نهى رسول الله (ص) عن اللَّعب بالشطرنج والنرد".

ومنها: رواية ابن ادريس الحلي نقلاً عن جامع البزنطي عن أبي بصير عن أبي عبدالله (ع) قال: "بيع الشطرنج حرام، وأكلُ ثمنه سُحت، واتِّخاذهما كفر، واللَّعب بهما شرك، والسلام على اللاهي بهما معصية وكبيرة وموبقة، والخائضُ فيها بيده كالخائض يدَه في لحم الخنزير، لا صلاة له حتى يغسل يده .. والناظر اليهما كالناظر في فرج أمه ..".

ومنها: رواية أبي الجارود عن ابي عبد الله (ع) ".. النرد والشطرنج ميسر وكلُّ قمار ميسر .. وكلُّ هذا بيعه وشراؤه والانتفاع بشيءٍ منه حرام محرَّم" وغيرها من الروايات الكثيرة التي دلَّت على أنَّ كلَّ شيء أُعِدََّّ للقمار فهو ميسر حتى وإنْ كان اللعب به من غير رهن كما هو مقتضى اطلاق حرمة اللعب بهذه الالات.

وأمَّا الحكمة من التحريم فهو ما أفادته الآية الشريفة من أنَّ الميسر من عمل الشيطان وأنَّه رجس، فالمغالبة بمثل الألعاب يبعث على العداوة والضغينة بين المتغالبَين، وذلك من عمل الشيطان كما هو واضح كما أنَّه يساهم في انصراف الانسان عمَّا خُلق لأجله وهو العبادة وفعل ما ينفعه وينفع أهله ومجتمعه، فهو من موجبات اللَّهو والتدرُّج في ارتكاب الذنوب، وهذا هو معنى خطوات الشيطان التي يستدرجُ بها الانسان ليُوقعه بعد ذلك في مصائده.

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور