الفوائت والحقوق لاتسقط بمثل الحج


المسألة:

الأعمال التي وصفتها بعض النصوص النبوية أنها تذهب بالذنوب أو ترجع الإنسان كما ولدته أمه، هل تذهب أيضاً بالفوائت المستحق قضائها أو بما هو مترتب في ذمة العامل بها من حقوق تجاه غيره من الناس؟


الجواب:

الطاعات التي أفادت الروايات الشريفة أنَّها تُنتج غفران الذنوب -مثل الحج - لا تقتضي سقوط القضاء للفرائض الفائتة التي يجب قضاؤها، ولا تقتضي سقوط الحقوق التي تعلَّقت بذمته للناس، نعم مفاد هذه الروايات يقتضي سقوط الذنوب التي ترتَّبت عن التفريط في قضاء الفوائت والذنوب التي ترتَّبت نتيجة التجاوز للحقوق، فكل الذنوب التي نشأت عن ذلك التفريط فإنها تكون مُغتفرة بالطاعات المخصوصة المذكورة في الروايات إلا أنَّ الإنسان لو استمرَّ في تفريطه بالقضاء للفوائت والتجاوز للحقوق فإنَّ ذنوباً أخرى تنشأ عن الاستمرار في التفريط.

 

فإنَّ الذنوب تنشأ عن إحداث التفويت للفرائض والتجاوز للحقوق وتنشأ ذنوبٌ أخرى عن الاستمرار على عدم قضائها والاستمرار على تجاوزها، فلو غُفرت بالطاعات المخصوصة كالحج الذنوب الناشئة عن التفويت للفرائض والتجاوز للحقوق فإنَّ ذنوباً أخرى تنشأ بعد ذلك لو استمرَّ المكلف على تجاوزه للحقوق وعدم قضائه للفوائت.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور