معنى قوله (ص): (وإن كانت على ظهر قتب)


المسألة:

ورد عن أبي جعفر (ع) قال: جاءت امرأة إلى النبي (ص) فقالت: يا رسول الله ماحق الزوج على المرأة؟ فقال لها: "أن تطيعه ولا تعصيه ولا تصدق من بيته إلا بإذنه ولا تصوم تطوعا إلا بإذنه، ولا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب ..".

ما المراد بقوله (ص): "وإن كانت على ظهر قتب".

الجواب:

القتب هو الرحل الذي يُوضع على سنام البعير ويُركب عليه، ومعنى الحديث هو انَّ من حقِّ الرجل على زوجته ان تستجيب له متى أرادها وان كانت تسير على ظهر بعير لسفرٍ أو لغيره فيلزمها انْ تنزل عنه وتمكِّنه من نفسها.

وعليه يكون المراد من الرواية هو انَّ حقه في التمكِّين ثابت حتى في أدقِّ الظروف ما لم يكن ذلك منافياً لمحذور شرعي.

وثمة احتمال آخر لمعنى هذه الفقرة "ولا تمنعه من نفسها وإنْ كانت على ظهر قتب" وهو انَّ نساء العرب كنَّ اذا قرب منهنَّ المخاض والنفاس يجلسنَ على ظهر القتب أي انَّهنَّ يفرشن رحل البعير على الأرض ويجلسن عليه باعتقاد انَّ ذلك يُسهِّل عليهنَّ الولادة.

فمعنى الرواية بناءً على ذلك هو انَّ من حق الرجل على زوجته ان تُمكِّنه من نفسها حتى وان كانت على ظهر قتب أي كانت تتهيء للوضع والولادة، فيكون المراد من الفقرة المذكورة المبالغة في استحقاق الزوج للتمكين على زوجته حتى في أدقِّ ظروفها إلا ان ذلك لا يعني الوجوب للتمكين لو كان موجباً لوقوع الزوجة في الضرر أو الحرج.

فإنَّ وجوب التمكين على الزوجة شأنه شأن سائر التكاليف الشرعية والتي تسقط في ظرف الضرر أو الحرج.

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور