أثر ما يُسمى بالتابعة؟!


المسألة:

هل صحيح أن هناك مايسمى بالتابعة؟ وهل يوجد علاقة بين تأخر الحمل ومايسمى بالتابعة؟


الجواب:

لم نجد فيما صحَّ عن النبي (ص) وأهل بيته (ع) انَّ تأخر الحمل وشبهه قد ينشأ عما يُسمى بالتابعة، نعم ذلك موجود في المورثات الشعبية وقد تسرَّب لها من تراث العصر الجاهلي، وكذلك من كلمات وإملاءات السحرة والمشعوذين، ونسب بعضهم ذلك للنبي (ص) زوراً وافتراء، وادعوا انَّ التابعة نوع من نساء الجن ليس لهنَّ من غاية سوى إيذاء نساء الانس، وذلك إما بعمل ما يمنعهن من الزواج أو الحمل أو بعمل ما يُوجب اجهاض الحوامل، وكذلك فهنَّ يعملن على إيذاء الاطفال والذي قد ينتهي بهم إلى الموت أو الاصابة بالفزع أو الخبل أو الصرع أو الاصابة ببعض الامراض العضوية.

 

وكلُّ هذه الدعاوى ليس لها أساس شرعي ولا منطقي بل هي من تسويلات السحرة والمشعوذين ليأكلوا أموال الناس بالباطل تحت ذريعة المعالجة أو الوقاية من أثر ما يسمى بالتابعة والتى لاتعدو كونها من الاساطير المختلقة. قال تعالى: ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾(1) فكلَّ من تأخر زواجها أو حملها أو اُصيب ولدها بسوء فلتجأ إلى الله تعالى فانَّه قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه ولتعتمد الطريق الذي أمر الرسول (ص) وأهل بيته (ع) به وهو -مضافاً إلى الدعاء- الرجوع إلى أهل الإختصاص من الاطباء.

 

ثم إنْ عُوفيت وعوفي ولدها فذلك من فضل الله تعالى وإلا فلتصبر فإنَّ لله في خلقه شئون، وهو يجزي على الصبر والاحتساب أحسن الجزاء.

 

قال تعالى: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ / أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾(2).

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور

 

1- سورة يونس / 107.

2- سورة الشورى / 49-50.