الأكل المفضي للإدمان على المضر


المسألة:

لو كانت بعض المأكولات مما يضر المداومة على أكلها، فلا تضر بالأكل مرة واحدة، وكان أكلها مرة واحدة أو مرتين موجبا بحسب العادة للإدمان عليها، ومن الواضح أن الإدمان وإن كان عاملا قويا لاستمرار الأنسان على الفعل إلا أنه لا يسلب اختيار الإنسان، فهل يمكن والحال هذه أن نحرم الأكل مرة واحدة من باب حرمة مقدمة الحرام بناء على حرمة خصوص المقدمات التوليدية؟


الجواب:

بناءً على ان المحرَّم من المقدمات هو خصوص المقدمات التوليدية يكون تناول مثل هذا الطعام في الفرض المذكور ليس محرماً، فإنَّ تناوله المرة والمرتين وان كان يُفضي -بحسب الفرض- إلى الإدمان على تناول المضر إلا انَّ الإدمان -كما ذكرتم- لايسلب المكلَّف الاختيار، ولذلك لايكون من المقدمات التوليدية، لانَّ المقدمة التوليدية هي التي لا يتوسط بينها وبين ذي المقدمة اختيار للمكلف بل يكون في موردها ايقاعُ المقدمة موجباً لحتمية وقوع ذي المقدمة، والامر ليس كذلك في مفروض المسألة.

 

ثم إنَّ تناول الطعام الذي يضُّر كثيره المرةَ والمرتين ليس هو مقدمة التناول للمضر وانما هو مقدمة للإدمان -بحسب الفرض- والإدمان هو مقدمة التناول المضر، فالاكل من الطعام المذكور مرةً أو مرتين ليس هو المقدمة للتناول المحَّرم وانما هو مقدمة لمقدمة الحرام.

 

فحتى لو كان التناول مرةً أو مرتين مقدمةً توليدية للإدمان إلا انَّها لا تُصبح بذلك مقدمةً توليدية للتناول المحرم لانَّه يتوسط بينها وبين التناول المحرَّم الادمان، والادمان ليس مقدمة توليدية.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور