العفو ليس حسناً دائماً


المسألة:

لاشك أن العفو عمن ظلم والصفح عنه من الأخلاقيات التي حث عليها الإسلام، فلم لا يعفو أهل البيت (ع) عمن ظلمهم ويصفحون عنهم يوم القيامة؟


الجواب:

العفو ليس حسناً على كل حال، ولو كان كذلك لكان الأولى به هو الله جلَّ وعلا إذ انَّه تعالى لا يفعل إلا ما هو حسن بل لا يفعل إلا ما هو الأحسن ورغم ذلك فإنَّه لايعفو عن الكثير من العصاة يوم القيامة رغم توسلاتهم، وهو ما يُعبرِّ عن انَّ العفو ليس حسناً على كلِّ تقدير.

 

ولعلَّ من مناشيء عدم حُسْنِ العفو عن الظالمينِ اللذين تمادوا في ظلمهم ولم يتوبوا إلى ان ماتوا هو انَّه لو علم الظالمون بأنَّ خصمهم سيعفو عنهم يوم القيامة فإن ذلك قد يُغريهم بالمزيد من الظلم ويكون ذلك باعثاً لهم على عدم التوبة في الدنيا.

 

على انَّ الظلم الذي أوقعه الظالمون على أهل البيت (ع) كان سبباً في الحيلولة بين الكثير من خلق الله تعالى وبين الهدى، فالظلم الذي وقع على أهل البيت (ع) كان واقعه ومآلُه ظلماً على عموم الأمة الاسلامية، فكما ان قتل الانبياء كان ظلماً للامم التى بُعثوا اليها كذلك كان الظلم الذي وقع على أهل البيت (ع) فهو في حقيقتة جنايةٌ على الامة وعلى الدين لذلك فالعفو لم يكن حقاً شخصياً لأهل البيت (ع) وانما هو حق لعموم الامة ودينها.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور