قول الطوسي: (رواه أصحابنا)


المسألة:

إذا قال الشيخ الطوسي مرسلا "روى أصحابنا" ثم فتشنا في الكتب الحديثية والفقه ولم نعثر على أحد قد روى هذه الرواية حتى نفس الشيخ الطوسي، فهل يمكن جعل هذ قرينة على اشتباه الشيخ الطوسي، لأنه لم يقل روي بل قال روى أصحابنا ثم لم نجد أحدا قد رواها؟


الجواب:

عدم العثور على ما أفاد الشيخ انه رواه أصحابنا لا يُعدُّ قرينةً على اشتباه الشيخ (رحمه الله تعالى) فإنَّ عدم رواية المتأخرين لما رواه الشيخ قد ينشأ عن عدم وقوفهم على الرواية نتيجة ضياع العديد من الأصول الروائية التي كانت قد وصلت لمثل الشيخ الطوسي (رحمه الله تعالى).

 

وأما عدم رواية المعاصرين أو المتقدمين على الشيخ لما أفاده الشيخ انه رواه أصحابنا فلعله نشأ عن عدم تصدِّيهم للمسألة التي تضمَّنت الرواية حكمها، لذلك لم يذكروها في كتبهم أو ذكرها بعضهم ولم تصلنا كتبهم أو انَّ مَن تصدى للموضوع الذي تصدت الرواية لبيان حكمه لم يكن قد وقف على الرواية.

 

وأما عدم نقل الشيخ للرواية في كتبه الروائية فذلك لا يعدُّ قرينةً أيضاً على إشتباهه، لانَّه لم يلتزم فيها بنقل كلِّ ما وجده من الروايات، وكذلك هو لم يلتزم بنقل كلِّ ما وجده في كلِّ كتبه الفقهية، ولو كان ثمة التزام ضمني بنقل كلِّ ماوجده حين التصدِّي لبيان حكم مسألة تضمَّنت روايةٌ بيان حكمها فإنَّ عدم نقل الرواية في ذلك الموضع لعلَّه نشأ عن الغفلة أو النسيان حينها للرواية التى كان قد نقلها في موضعٍ آخر، فلا يتعين من عدم النقل في الموضع الآخر الاشتباهُ في ذلك الموضع الذي نقله فيها.

 

بل قد يُقال انَّه لو نفى المعاصرون او المتقدِّمون على الشيخ وجود روايةٍ بالمضمون الذي رواه الشيخ فإنَّ ذلك لايقتضي تعيُّن اشتباه الشيخ، وذلك لانَّ احتمال عدم وقوفهم على الرواية رغم بحثهم وارد جداً في تلك الاعصار.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور