دليل وجوب الصلاة على النبي وآله في التشهد


المسألة:

بالنسبة إلى وجوب الصلاة على محمد وآل محمد في التشهد، هل هو واجب عند الجميع؟ فأنا قد رجعت إلى الكافي للكليني وإلى وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة للحر العاملي (مع علمي أن وسائل الشيعة جمع فيها أحاديث الكتب الأربعة وأكثر) إلا أنني عندما دخلت على باب وجوب الصلاة على محمد و آل محمد بعد التشهد لم أجد أن الأحاديث دالة على وجوب الصلاة على محمد و آل محمد ولم أجد تخصيص بالتشهد؟


الجواب:

الحكم بوجوب الصلاة على النبي وآله في تشهُّد الصلاة اجماعي، ومما يمكن التمسك به لإثبات ذلك هو ما رواه الشيخ الطوسي في التهذيب بسندٍ معتبر عن عبد الملك بن عمرو الأحول عن أبي عبد الله (ع)، قال: التشهد في الركعتين الأوليتين الحمد لله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد، وتقَّبل شفاعته وارفع درجته"(1).

 

فالرواية من حيث السند موثقة، ومن حيث الدلالة صريحة في انَّها بصدد بيان كيفية التشهد في الصلاة، فلا يرد عليها ما يُمكن إيراده على الاستدلال ببعض الروايات التى أفادت وجوب الصلاة على النبى وآله (ص) دون أن تُحدِّد موقع ذلك من الصلاة.

 

وأما منشأ صحة الاستدلال بالروايات التى أفادت وجوب الصلاة على النبي وآله دون ان تُحدِّد موقع ذلك من الصلاة فهو انَّ المتسالم عليه بين المسلمين قاطبة هو انَّ الصلاة على النبي وآله لو كان واجباً في الصلاة فمحلُّه التشهُّد، وعليه فكلُّ الروايات المتصدية لبيان وجوب الصلاة على النبي وآله في الصلاة اعتمدت في عدم بيان محلها على ما هو المتسالم عليه بين المتشرعة، فمساق هذه الرواية هو مساق قوله (ع): "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب" فالرواية لم تُحدِّد موقع الاتيان بفاتحة الكتاب إعتماداً على وضوح انَّ محلها بعد تكبيرة الاحرام.

 

ومن هنا تكون مثل معتبرة زرارة وأبي بصير قالا في حديث: قال أبو عبد الله (ع): "إنَّ الصلاة على النبي (ص) من تمام الصلاة إذا تركها متعمداً فلا صلاة له إذا ترك الصلاة على النبي (ص)"(2).

 

ومثل رواية الجعفي قال: سمعتُ أبا عبد الله (ع) يقول: "إذا صلى أحدكم، فنسي ان يذكر محمداً وآله في صلاته سلك بصلاته غير سبيل الجنة، ولا تُقبل صلاة الا ان يُذكر فيها محمدٌ وآل محمد"(3).

 

مثل هذه الروايات تكون صالحة للاستدلال بها على وجوب الصلاة على النبي وآله في التشهُّد إذا ضممنا اليها القرينة التى ذكرناها وهي المفروغية القطعية عن انَّ موضع الصلاة على النبي وآله هو التشهُّد.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور

 

1- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 6 ص 393.

2- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 6 ص 407.

3- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج 82 ص 283.