زيارة الحسين عن بعد تنفي الجفاء؟


المسألة:

رَوى الشيخ المفيد بإسناده إلى علي بن ميمون، عن أبي عبد الله الصادق (ع)، قال: "يَا علي، بَلَغَني أن قوماً مِن شيعتِنا يمرُّ بأحدهم السَّنَة والسَّنَتَان لا يَزُورُ الحُسين". قلت: جُعلت فداك، إني أعرف ناساً كثيراً بهذه الصِّفة. فقال (ع): "أمَا والله لحظِّهم أخطئوا، وعن ثَواب الله زَاغوا، وعن جوار محمد (ص) تَبَاعَدوا". قلت: جُعِلت فداك، في كَم الزِّيارة؟ فقال (ع): "يَا عَلي، إنْ قُدِّرتَ أنْ تَزورَه كُلَّ شَهرٍ فافعَلْ" تهذيب الأحكام.

 

هل تَفي الزيارة من بعد لنيل ثوابها على ضوء هذا الحديث؟ مثلاً نحن كل جمعة بعد صلاة الجمعة او الجماعة نقرء زيارة عاشوراء، ولكني لم أزر قبر الحسين لاكثر من ٩ سنوات، فهل اعتبر جافياً لحقه؟


الجواب:

زيارة الامام الحسين (ع) عند قبره الشريف أفضلُ بمراتب من زيارته عن بُعد إلا انَّ زيارته عن بُعد فيها الكثير من الفضل، ولعلَّ بها ينتفي الجفاء عند المداومة خصوصاً لمن يشقُّ عليه الزيارة عند القبر الشريف.

 

ويمكن ان يُستأنس ذلك من مثل رواية حنان بن سدير عن أبيه قال: قال ابو عبدالله (ع) يا سدير تزور قبر الحسين (ع) في كل يوم؟ قلت: جعلت فداك لا قال (ع): فما أجفاكم قال: فتزورونه في كل جمعة؟ قلت: لا قال: فتزورونه في كل شهر؟ قلت: لا قال: فتزورونه في كل سنة؟ قلتُ: قد يكون ذلك قال: يا سدير ما أجفاكم للحسين (ع)، أما علمت أن لله عز وجل ألفي ألف ملك شعث غبر يبكون ويزورون لا يفترون وما عليك يا سدير أن تزور قبر الحسين (ع) في كل جمعة خمس مرات وفي كل يوم مرة؟ قلتُ: جعلت فداك إن بيننا وبينه فراسخ كثيرة فقال لي اصعد فوق سطحك ثم تلتفت يمنة ويسرة ثم ترفع رأسك إلى السماء ثم انحو نحو القبر وتقول: "السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك ورحمة الله وبركاته، تكتب لك زورة والزورة حجة وعمرة"(1).

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور

 

1-الكافي -الشيخ الكليني- ج 4 ص 589.